بسم الله العليم
وصلاة ربي على سيدنا النذير ..
خرجت من صلاة العشاء .. وطبعاً أديت التراويح - أسأل الله القبول - مثلي مثل كل مسلم .. يسعى إلى اغتنام الفرص .. ويطمع في الأجور .. في شهر خصّه الرب الغفور ..
كنت متجهاً إلى بيتي .. وعند التوقف .. والنزول من السيارة .. رأيت شاباً .. في مقتبل العمر .. متوجهاً إلى سيارته الصغيرة .. وبيده حافظة من القماش واضح أنها خالية .. بعد أن أوصل طلباً يبدو إلى أحد الجيران القريبين جداً مني .. مشتهين بيتزا عليهم بالعافية ..
دعاني فضولي بعد أن تلمحت في وجه هذا الشاب .. وتأكد لديّ أنه من سحنته سعودي .. وإن تزكرت ببعض الألبسة الخاصة ( بحقون ) التوصيل .. فقلت أكلمه فهذا هو الذي سيعطيني العلم الأكيد إن شاء الله .. حيث كثرت في الآونة الأخيرة الشكاوى على أصحاب التوصيل .. وأنهم يتمادون كثيراً .. إذا وقفوا عند أبواب البيوت .. ولقد رأيت منهم من يقف أمام الباب متعمداً .. حتى إذا فُتح الباب رأى من بداخل البيت ..وليست هذه من شيم العرب .. ولكن ليسوا عرب ! وكثير منهم ليسوا مسلمين ..
وسمعت عن قضايا سرقة مضبوطة لدى الجهات الأمنية .. كان بدايتها صاحب التوصيل .. سواء كان مطعماً أو بقالة .. بتنسيق مع خادمة المنزل ! حينما تعرف عليها من خلال توصيله ما يطلبون .. لأن بعض الأسر متساهلة للغاية .. فلا تفرق معهم من يفتح لهذا الأجنبي المتعطش لأي شيء .. في الغالب
فقلتُ لصاحبي : تفضل يا أخي أقهويك .. ؟
فردّ بكل أدب واعتذر ..
فقلت : الأخ سعودي طبعاً ؟
قال : نعم ..
قلت : الله يعينك هذا الرد أو الطلب رقم كم ؟
قال : رقم خمسة أو أربعه ..
قلت : لعل راتبك طيب ومرضي ..
قال : الحمد لله .. ألفي ريال !
قلت : الله يوفقك .. ولكن تسمح لي بسؤال .. يشغل بالي كلما رأيت أصحاب التوصيل ..
قال تفضل :
قلت قبل ذلك : كم لك في هذه الشغله ..
قال : ثلاثة أشهر
قلت : نسمع كثيراً عن مشاكل تحصل بسبب أصحاب التوصيل إما صادرة منهم .. أو من غيرهم أهل البيوت ..
قال مقاطعاً :
لا الحمد الله ما شفت شيء ؟!
قلت أيها الفاضل : أنا لا أعنيك وحاشى ابن البلد أن يكون عوناً لإبليس ! .. أو أحد أعوانه الميامين .. المنتثرين في مشارق البلد ومغاربها .. ولا أظن بأهل البلد إلا حراستها والذود عن عرضها .. لا كما يفعل بعض المتسعودين .. أهل القنوات الذين ارتعدت فرائصهم من فتوى أبو لحيدان - يحفظه الله - ..
ثم قلت :
هل سمعت من أحد زملائك في الميدان تجاوزات وتعديات وخلافه أثناء عملهم وتوصيلهم للبيوت أو الاستراحات ؟ ..
قال :
بعد أن ارتاح لكلامي السابق .. وثنائي على الوطني .. ورمي التهمه على الأجنبي ! .. قال نعم بصراحة أسمع الكثير من القصص .. من غزل ولقاءات وخلافه .. من أصحاب التوصيل ..
قلتُ :
إذن القصص ثابته والمشاكل حاصلة ..
قال : نعم للأسف وفي زيادة
ودعته الله .. وأنا أتساءل إلى متى .. لا نجـد حلولاً عملية .. واقية وحافظة لبيوتنا .. ومجتمعنا .. خاصة ونحن نعيش تهييجاً غريزياً لو وجّه إلى برج من الفولاذ لذاب من تزيين الشيطان وجنوده !
ختامــاً ..
أيها الأحبة .. أحياناً المشكلة لاتكن مبيّته في نفس الفاعل .. ولكن قد تنشأ بعد نظرة .. أو كلمة .. أولمسة بريئة .. أو عطر فوّاح .. يزينها الشيطان في نفس فاعلها بعد المقابلة ..
لعلكم فهمتم مقصدي .. ولا أريد التوسع أكثر من ذلك ..
ولكن والحق يقال .. شيء مؤلم جداً .. عندما نجـد ثغر متروك في وطننا ولم يسدّ .. لينعم من - لا يخاف الله - من أصحاب التوصيل .. بثغور الفاتنات !
أيها الرجال الأحرار ..
تنبهوا لبيوتكم .. ولعوراتكم .. ولا تتساهلوا في الأمر ..
فكلكم راع .. وكلكم مسئول .. عن رعيته ..
إذا لم تكن أنت حريصاً وغيوراً على من ولّاك الله أمرهم .. فثق أن غيرك ليس بأحرص منك ..
فلا تتركوا النساء أياً كان موقعها من الإعراب في المنزل تفتح للرجل الغريب ..
ولو وقع ما وقع من معاصي وآثام بعد ذلك .. فتأكد أن لك النصيب الأوفر .. لأنك لم تق نفسك وأهلك من نار الشهوات .. ولم تلتزم أمر ربك ..
قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً )) ..
رفعت الأقلام وجفت الصحف ..
(( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ))
منقول للفائده.....